admin المدير العام
عدد المساهمات : 175 نقاط : 419 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 31/05/2009 العمر : 31
| موضوع: ان دوافع السلوك الانتخابي ببعديه المرشح والناخب السبت 16 يناير 2010, 1:53 am | |
| أن دوافع السلوك الانتخابي ببعديه المرشح والناخب هي دوافع معقدة تتشابك في نسجها العديد من العوامل والخلفيات الواعية واللاواعية,وهي نتاج البيئة السياسية والتنشئة الاجتماعية والأسرية وتراكمات الماضي واستحضار للماضي لمختلف الدوافع والإغراض,وأن التوظيف السيئ لتلك المنظومة من العوامل قادر على حرف الدعاية الانتخابية من سلوك تربوي متقدم لممارسة الديمقراطية إلى ميدان للصراع الطائفي والقبلي والاحتراب الاجتماعي,ولا يمت بصلة لما نسميه باللعبة الديمقراطية ,وهكذا يتم حرف سلوك الناخب من حالة التصويت لبرنامج اقتصادي واجتماعي وسياسي يستهدف أصلاح وإنقاذ مجتمعا وشعبا بالكامل إلى مشروع ولاءات طائفية وقبلية وحزبية ومناطقية ضيقة,يستجيب فيها الناخب البريء إلى ولائم ومآدب العشاء والغداء والتعازي والأفراح والأهازيج ومختلف أشكال الكلام المرتل والمغنى,المبكي منه والمفرح,لتشكل جميعها وسائل نفسية ومادية مغرية وذات نزعة نفعية لا تصمد أمام المشروع الوطني ولا تشكل أي مناعة أخلاقية في ظل مجتمع يعاني من الفقر والجهل والأمية بمختلف مظاهرها الحضارية منها والأبجدية !!!. أن مرشح انتخابي من هذا النوع سوف يلجأ إلى أعتى الوسائل للاستحواذ على أصوات الجماهير البريئة,أنها عملية افتراس للناخبين بأنياب لطيفة وبيضاء,ما دام الناخب العراقي تتوفر فيه شروط الاختراق والاستلاب والانقياد,لأنه يعيش بظروف اجتماعية واقتصادية قاهرة لا تؤهله أن يكون حر الإرادة وبمنأى عن أفاعي السياسة الحرباء الذين يجيدون استخدام السلطة الدينية والروحية في اللعب على أوتار العاطفة الدينية والاستنجاد بالرموز الدينية عندما يرون الخسارة تلوح في الأفق,مرورا بسلطة المال والجاه التي تضرب أعناق شعب جاع لعقود خلت . أن عملية الصراع الشرس بين مختلف الكتل السياسية المتموضعة في مختلف مناطق العراق الجغرا ـ طائفية والاثنية والمؤطرة بنفس الاستحواذ, وليست المنافسة المشروعة المتعارف عليها في تقاليد الممارسة الديمقراطية والقائمة أصلا على مشتركات كثيرة(لعل أبرزها سلامة الوطن وأمنه وتحسين ظروف الحياة العامة),هي من العوامل المعرقلة لبناء سلوك انتخابي موضوعي بهذا القدر أو ذاك لدى الناخب العراقي,فالناخب هنا يفتقد إلى مقومات الناخب ـ الحكم,وسوف يساق إلى الانتخابات القادمة تحت وطأة حمى الاستقطاب الطائفي والمناطقي والاثني والمشحونة بنفس الانتقام وتصفية الحساب في أحيان كثيرة,ونخشى أن لا يكون هذا الاندفاع إلى صناديق الاقتراع واقعا تحت تأثير منطق غرائز الحشود الإنسانية الأولى قبل أن تدجنها الحياة الاجتماعية والسياسية المدنية,حيث يتصرف الإنسان هنا وفقا لانفعالاته الآنية والعاجلة في الزمان والمكان دون حساب دقيق وترتيب لسلم الأولويات,وهي خيارات ينعدم فيها التخطيط وتنعدم فيها الرؤيا للمستقبل وتضعف فيها المسؤولية اتجاه مستقبل البلاد والأجيال القادمة.....والمهم في ذلك كله ليست فرز الأصوات بعد الانتخابات وتحديد الفائز,بل الإتيان بحكومة قادرة على معالجة مختلف الملفات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي لم ترى النور بعد ....ولكي لا نعود إلى المربع الأول مع كل دورة انتخابية !!!!. | |
|