بالطبع ليست هذه الحكاية من وحي ونسج الخيال، كما أنها ليست ضربا من ضروب التصوير البلاغي، أو نوعا من أنواع اقتناص الأخطاء التي تستهوي الكثيرين هذه الأيام، بل هي حكاية حقيقية من الواقع المعاش في فرنسا، حكاية تثبت بوضوح وجود بعض مرضى النفوس أفرادا ومسئولين في المجتمعات الغربية من حاملي الأحقاد العنصرية الدفينة للنيل من كل ما هو عربي مخالف لقيم المجتمع الغربي!، وليس لنا بطبيعة الحال أن نطلق الأمر على عواهنه، فكما أننا نقر بوجود هذه العقلية المتخلفة في التعامل مع جنس العرب والمسلمين في أوروبا، فإن هنالك جموع من طبقات المجتمع الغربي التي تحترم آدمية ومعتقدات وقيم الإنسان كإنسان، أيا كان جنسه ولونه وقيمه ومعتقداته التي يؤمن بها ويعيش لأجلها.
بدأت تفاصيل القصة عندما لم يستطع "محمد الزيدي" ذو الأصول المغربية والمقيم في فرنسا، أن يصدق عينيه وهو يقرأ ويطالع الرسالة التي وصلته من إحدى شركات الاتصالات، والتي أعاد قراءتها مرات عديدة، فقد أبرم السيد محمد عقدا تجاريا مع شركة "أورانج" بغية تزويده بخدمة الانترنت في بيته، إلا أنه صادف مشاكل متعاقبة تتعلق بعنوانه الإلكتروني، وبعد بضعة أسابيع حصل الزيدي على رسالة من شركة "أورانج" تسهل له عملية الإبحار في عالم النت من خلال بريد إلكتروني جديد يحوي رقما سريا جديدا، وكم كانت دهشته بالغة حينما قرأ كلمة السر الجديدة التي أعطته إياها الشركة، والتي كانت كالتالي: (sale arabe)، أي (عربي وسخ)، فهل كان الأمر يتعلق بخطأ لا يغتفر حدث مصادفة فقط، أم أن المسألة تتعلق بسوء تقدير لأحد الموظفين؟ أم أن الأمر ينطوي على كونه حلقه في سلسلة الحقد غير المبرر تجاه كل ما هو عربي ومسلم في فرنسا وغيرها من بعض الدول الأوروبية الأخرى.
بالطبع ستكون هذه الحادثة المؤلمة، وهذا الموقف اللا إنساني صدمة قوية للسيد "محمد الزيدي"، ولكل عربي مسلم يعتز بدينه وعروبته، فأن يهان