أتصور أنه لم يعد بوسع الغرب بعد أن أقدمت أكثر من سبعة عشر صحيفة دنماركية على تكرار مسلسل نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم أن يتشدق بالحديث عن عدم وجود صحافة منحازة وعنصرية وغير مسئولة في عالم الصحافة والإعلام الغربي، فإن ما قامت به الصحف الدنماركية لا يمكن بحال أن يصب في مصلحة حرية الصحافة والتعبير، وإنما يصب وبشكل مباشر ومهين وفاضح في خانة الإساءة لمشاعر مليار ونصف المليار مسلم ينتشرون في جميع أصقاع الأرض، ومن هنا أصبح بمقدورنا أن نعلن وبملئ أفواهنا أنه ثمة فعلا هناك في عالم الإعلام والصحافة الغربية ما يسمى بالصحافة غير المسئولة ذات التوجهات العنصرية تجاه كل ما هو مغاير للثقافة الغربية، والحقيقة أنه من خلال الواقع المقروء نستطيع أن نرصد الكثير من المنشور في الصحافة الغربية والذي يبين بما لا يدع مجالا للشك أن هنالك بعض الصحف الغربية تمارس هذا النوع من الصحافة غير المسئولة والمعادية لكل ما هو مخالف للثقافة الغربية بقصد وبدون قصد أحيانا، ولعل آخر ممارسات الصحافة غير المسئولة هو ما صدر عن عدد من الصحف الدنماركية من إعادة نشر الصور المسيئة للإسلام والمسلمين على صفحاتها، ثم ما قامت به بعد ذلك من باب المساندة ستة عشر صحيفة دنماركية من إعادة نشر تلك الصور.
وقد لاحظت خلال الأيام القليلة الماضية تضارب وجهات النظر لعدد من الكتاب والمثقفين العرب حول إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة، والتي ظهرت بها علينا قبل أيام عدد من الصحف الدنماركية، بين من يطالب بمعاقبة الدنمارك كدولة وربما تهديدها بالويل والثبور وعظائم الأمور على إساءة صدرت عن صحف خاصة مستقلة لا علاقة لها بالدولة لا من قريب ولا بعيد، وبين من يعتبر عمليات ردود الفعل السريعة الغاضبة التي قامت بها دول العالم العربي والإسلامي من استنكار واحتجاج ومطالبة بالاعتذار وحملات مقاطعة